
أكثر من 390 ألف طن من الصناعات التحويلية للتمور في القصيم
تعد القصيم من المناطق الرائدة في المملكة في إنتاج التمور، سواء من حيث الكمية والتنوع والجودة. حيث تضم أكثر من 10,000 مزرعة متخصصة بالنخيل، وقد وصل الإنتاج السنوي للتمور في منطقة القصيم إلى أكثر من 528,000 طن تقريبا، بحسب آخر إحصاء من وزارة البيئة والمياه والزراعة. الأمر الذي جعل القصيم مركزا عالميا لإنتاج التمور العالية الجودة والمشتقات المرتبطة بها، مما ساهم في تعزيز الصادرات غير النفطية ودعم الاقتصاد المحلي في المملكة.
تشارك مصانع التمور بالقصيم بالدور المحوري في منظومة الإنتاج الزراعي في المملكة، حيث تضم العديد من التقنيات المتقدمة، والمواصفات العالمية المعيارية من حيث التعبئة والتغليف والتعقيم، وتعمل على جذب التمويلات لملاك المصانع التي تقدر بـ313 مليون ريال. كما أن الدعم السخي من الحكومة الرشيدة - أيدها الله - يهدف إلى تطوير صناعة التمور، وتحسين تصديرها، وتنويع الاستثمار فيها، وتقديم التسهيلات، وتوفير البنية التحتية المناسبة، من خلال المدن الصناعية والخدمات اللوجستية. وتمثل تلك المصانع قيمة اقتصادية وتنموية مهمة بمنطقة القصيم، لأنها تهتم وتعتني وتنتج أهم محصول زراعي تتميز به المنطقة ألا وهو التمر.
تعمل هذه المصانع على تلبية الطلب محليا وخارجيا، حيث تصدر منتجاتها لأكثر من 47 دولة. ورغم ذلك، تواجه بعض الصعوبات المتعلقة بالقدرة الاستيعابية، وعملية نقل المنتج من المصنع إلى الأسواق، والمحافظة على جودته من التلف خلال النقل والتخزين، خاصة للتمور التي تحتاج لشروط حفظ أفضل ولمدة أطول لضمان عدم فقدانها مميزاتها من ناحية الشكل والطعم.
كما أن التوسع في الصناعات التحويلية من خلال تلك المصانع، عبر مشتقات التمور كمعجون التمر، والدبس، والعصائر، وغيرها من المنتجات الفاخرة المشتقة من التمور، يمكن أن يزيد القيمة السوقية لمنتج تمور القصيم. خصوصا أن الطلب العالمي على التمور ومشتقاتها في تزايد، كما أن التوجه لزراعة الأصناف الجديدة من التمور في المنطقة يلائم الطلب المحلي والدولي، ويوفر الفرص السانحة لتوسيع التنوع وتحسين الربحية لدى المستثمرين والمهتمين بزراعة النخيل وإنتاج التمور في المنطقة.
وأوضح مدير الأسواق بفرع وزارة الزراعة بالقصيم ثامر الصلال في حديثه الذي خصه لواس، أن المنطقة تحوي أكثر من 11.2 مليون نخلة، تنتج أكثر من 50 صنفا مختلفا من التمور. وأن القصيم تضم نحو 25 مصنعا للتمور، تقدر طاقاتها الإنتاجية السنوية بأكثر من 390 ألف طن من التمور. مشيرا إلى أن الطاقة الإنتاجية الاستيعابية لمصانع التمور سنويا قد تصل إلى أكثر من هذا الرقم، بحسب بيانات وزارة البيئة والمياه والزراعة حتى يوليو 2025.
من جانبه أكد أحد المستثمرين في مجال مصانع التمور بمحافظة البدائع أن الدعم الذي تلقاه وتقديم التسهيلات ومعايير الجودة التي تطبقها الدولة - رعاها الله - قد ساعدته كثيرا بتوفير أحدث التقنيات في الشرق الأوسط، المتخصصة في المعالجة والتصنيع للتمور ومشتقاته. وكانت كفيلة أن تضمن له أن تكون هناك طاقة إنتاجية لمصنعه تصل إلى 20 ألف طن سنويا، متحدثا بإيجاز عن عملية الإنتاج التي تشمل عدة مراحل، أهمها التبخير والفرز والغسيل والتجفيف والتعقيم الحراري.





