
انطلاق أعمال الدورة الـ21 للمؤتمر العام لمنظمة UNIDO في الرياض بمشاركة 173 دولة
انطلقت في العاصمة الرياض أعمال الدورة الـ21 من المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO، التي تستضيفها المملكة للمرة الأولى تحت مسمى «القمة العالمية للصناعة 2025»، بتنظيم من المنظمة بالشراكة مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وبمشاركة 173 دولة عضو في «اليونيدو». وتستمر فعاليات المؤتمر حتى 27 من نوفمبر الحالي في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، تحت شعار «قوة الاستثمار والشراكات لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة»، حيث يناقش التحديات الرئيسة في مجال التصنيع المستدام والتنمية الصناعية.
وأكد وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، خلال كلمته في حفل افتتاح أعمال المؤتمر، على الدور المحوري لرؤية المملكة 2030، والاستراتيجية الوطنية للصناعة، في رسم مستقبل الصناعة الوطنية، وتحويل المملكة إلى قوة صناعية تنافس عالميا، مشيرا إلى أن الاستراتيجية حددت أكثر من 800 فرصة استثمارية صناعية حتى 2035، تشمل العديد من القطاعات الواعدة من السيارات الكهربائية إلى الروبوتات والطاقة النظيفة.
وأشار إلى حرص المملكة على تعظيم دور المرأة في الصناعة، حيث تضاعفت مشاركتها خلال أقل من عقد، إضافة إلى سعيها الحثيث نحو تمكين جيل الشباب في القطاع الصناعي، وتجهيزهم لقيادة مستقبل الصناعة عبر تأهيلهم في مسارات متقدمة تشمل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتصنيع المتقدم.
وأوضح الوزير الخريف أن المملكة ملتزمة بدعم رؤية UNIDO لمستقبل اقتصادي أكثر عدالة في العالم أجمع، مدفوعا بالتنمية الصناعية المستدامة. وقال: فخورون بأن تذكر الرياض كمدينة تحولت فيها الأفكار إلى أفعال، وتوطدت فيها الشراكات، واجتمعت فيها الأمم لإعادة تعريف هدف الصناعة الحقيقي، ليس فقط لخلق الثروة؛ بل لبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة للبشرية.
وفي السياق نفسه، ألقى نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة المهندس خليل بن إبراهيم بن سلمة كلمة المملكة خلال حفل إطلاق أعمال «القمة العالمية للصناعة»، مؤكدا أن مبادئ UNIDO في الابتكار والشمول والاستدامة تتوافق بشكل كامل مع توجهات المملكة ورؤيتها الصناعية، حيث تعد المملكة شريكا موثوقا للعالم في مجال التصنيع المستدام والتنمية الصناعية الشاملة الذي تخدم البشرية جمعاء.
وبين أن المملكة تشهد تحولا صناعيا يدفعها لأن تصبح قوة صناعية عالمية، من خلال خارطة طريق ترسمها مستهدفات رؤية 2030، والاستراتيجية الوطنية للصناعة، مقدرا حجم الاستثمارات الصناعية في المملكة حاليا بأكثر من 1.5 تريليون ريال، فيما يبلغ عدد المصانع السعودية 12,500 مصنع؛ وتشكل قاعدة صناعية متينة ومتنامية.
وشهد اليوم الأول من أعمال المؤتمر حضورا واسعا من ممثلي الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية ورواد الأعمال، ويشارك في جلساته أكثر من 150 متحدثا، منهم 20 وزيرا، و35 رئيسا تنفيذيا لشركات رائدة عالميا، مع حضور بارز للمتحدثين من الدول العربية، ودول مجلس التعاون الخليجي، والمتحدثين السعوديين.
وتضم قائمة المتحدثين المشاركين في أعمال المؤتمر، وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ووزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، ونائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة المهندس خليل بن إبراهيم بن سلمة، ورئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور منير بن محمود الدسوقي، ورئيس الهيئة العامة للموانئ (موانئ) المهندس سليمان بن خالد المزروع، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية النمسا المندوب الدائم للمملكة لدى المنظمات الدولية في فيينا الدكتور عبدالله بن خالد طوله، والأمير فهد بن منصور بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة منظمة «رؤية الريادة»، إلى جانب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO، غيرد مولر.
كما تضم القائمة نخبة من الوزراء والمسؤولين الدوليين؛ من بينهم معالي وزير الصناعة في جمهورية إندونيسيا أجوس جوميوانج كارتاساسميتا، ووزير الإنتاج والتجارة الخارجية والاستثمار في جمهورية الإكوادور لويس ألبرتو جاراميلو، ووزير الصناعة والمعادن في جمهورية العراق خالد بتال النجم، ووزير الصناعة والتجارة في المملكة المغربية رياض مزور، ووزيرة الاقتصاد والشؤون الرقمية بجمهورية النمسا سابقا الدكتورة مارغريت شرامبوك، ووزيرة التجارة والصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في جمهورية غينيا دياكا سيديبي، والمدير العام لقطاع الصناعات الخضراء في وزارة التجارة والصناعة والمنافسة في جنوب أفريقيا غيرهارد فوريه، وسفير جمهورية إيطاليا لدى الأمم المتحدة ديبورا ليبر.
وعلى مستوى قادة القطاع الخاص، يشارك في المؤتمر الرئيس التنفيذي لشركة هواوي في المملكة تريفر ليو، والرئيس التنفيذي لمؤسسة Wootlab Foundation تشيوما أوكورو، والمؤسس ورئيس مجلس إدارة «أكوا باور» محمد أبو نيان، ورئيس الاتحاد العالمي لصناعة المعارض ولفرام دينر، كما تضم قائمة المشاركين في المؤتمر قيادات نسائية ودولية بارزة، منها: رئيس الجمعية الأوروبية للمرأة يوليا ستارك، ورئيس جمعية «السيدات القياديات» في لبنان مديحة رسلان، والشريك المؤسس لـOne Young World كيت روبرتسون، وصاحبة السمو الأميرة مشاعل الشعلان الشريك المؤسس لمنصة «مجتمع أيون» غير الربحي، ويشارك أيضا متحدثون شباب وخبراء في الاقتصاد والابتكار، منهم: كريموت أوديبودي، وليلي يان إنغ، والدكتور هاشم حسين.
ويمتد برنامج الفعاليات المصاحبة على 3 أيام رئيسية تعكس محاور القمة وموضوعاتها الأساسية، ففي «يوم الاستثمار والشراكات» يتركز النقاش على إعادة تصور التجارة وسلاسل القيمة الصناعية والابتكار الذي يقوده الذكاء الاصطناعي، وبحث قضايا مثل الحماية التجارية والتمويل الصناعي للجنوب العالمي، مع عرض نماذج عملية تتعلق بالتصنيع الرقمي والتمويل المبتكر لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وفي «يوم تمكين المرأة» يناقش المشاركون كيف يسهم تمكين المرأة في التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة، من خلال معالجة التحديات التي تحد من مشاركتها، والاعتراف بالقيادة النسائية، وتصميم سياسات أكثر استجابة لاحتياجاتها، وتعزيز حضورها في الصناعات الرئيسة والصناعات الإبداعية، مع استعراض مبادرات ناجحة على المستويين العالمي والإقليمي وخطط لتوسيع نطاقها، فيما يضع «يوم جيل المستقبل» الشباب في قلب الحوار الصناعي عبر جلسات تركز على مهارات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والوظائف الخضراء وريادة الأعمال ومسارات الانتقال من التعليم إلى الصناعة، بمشاركة وفود شبابية من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية ودول مجلس التعاون، مع إبراز تجارب سعودية في تنمية المهارات الرقمية وبناء منظومات الشركات الناشئة.
وتعكس استضافة المملكة لهذا الحدث مكانتها البارزة في المشهد الصناعي العالمي، ومساهمتها في قيادة الحوار لتعزيز التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة في العالم.





