
اتفاقية جديدة بين «كاوست» و«أبسكو» لتعزيز تبني وقود الطيران المستدام
أبرمت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) اتفاقية نقل مواد جديدة مع الشركة العربية لتجارة المواد البترولية (أبسكو)، تقوم بموجبها أبسكو بتزويد كاوست بوقود الطيران المستدام (SAF)، لدعم أبحاث الجامعة في مجال وقود الجيل القادم منخفض الانبعاثات. وتأتي هذه الشراكة في وقت حاسم لقطاع الطيران. فوفق لوائح الاتحاد الأوروبي الخاصة بإعادة تزويد الطائرات بالوقود (ReFuelEU Aviation)، سيتعين على شركات الطيران استخدام مزيج يحتوي على 2% من وقود الطيران المستدام عام 2025، ليرتفع إلى 6% بحلول 2030، ثم إلى 70% بحلول 2050، وهي أهداف ما تزال بعيدة المنال في ظل تقنيات الوقود الحالية.
وفي الوقت نفسه، تشير التوقعات إلى أن الطلب العالمي على وقود الطيران المستدام سيقفز من مليوني طن متري في 2025 إلى 10 ملايين طن في 2030، ثم إلى 75 مليون طن بحلول 2040. وسيشرف على المشروع البحثي كل من البروفيسور ماني ساراثي، وتيبولت غيبرتي، وأمير فاروق، وهونغ إيم. وستركز الأبحاث على دراسة الخصائص الكيميائية ومسارات التفاعل وسلوك الاحتراق للوقود المزود، بهدف إنتاج بيانات جديدة حول خصائص الاحتراق والانبعاثات ومؤشرات الأداء، تسهم في إنشاء قاعدة بيانات شاملة لتطوير نماذج تصميم الجيل المقبل من تركيبات وقود الطيران المستدام عالية الكفاءة والأقل أثرا على البيئة.
وقال البروفيسور ساراثي «تتيح لنا هذه الشراكة الجمع بين المرافق التجريبية المتقدمة في كاوست وقدرات الذكاء الاصطناعي لإعادة ابتكار طريقة تصميم وقود الطيران المستدام من الأساس. وبالاعتماد على البيانات الجديدة التي سنولدها، ستسهم نماذجنا في تحديد تركيبات وقود أكثر كفاءة ونظافة وقابلية للتوسع، لدعم تحقيق الأهداف المناخية الطموحة لقطاع الطيران.»
وعالميا، يتجه قطاع الطيران نحو استخدام نماذج تنبؤية لسلوك الوقود تبنى على مجموعات بيانات جزئية، ما يختصر دورات التطوير من سنوات إلى أشهر. وإلى جانب تصميم الوقود، سيسهم المشروع في سد فجوات معرفية أساسية تبطئ اليوم وتيرة تبني وقود الطيران المستدام عالميا؛ بدءا من فهم سلوك الانبعاثات، ووصولا إلى تقييم أداء الوقود عبر البيئات التشغيلية المختلفة. ومن خلال الإجابة عن هذه الأسئلة الجوهرية، ستمكن هذه الشراكة الجهات الصناعية والتنظيمية من اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة بشأن نشر وقود الطيران المستدام في المستقبل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أبسكو، الدكتور عزام قاري»يمثل هذا التعاون مع كاوست محطة مهمة لأبسكو ولمستقبل قطاع الطيران المستدام في المملكة. ومع التحول السريع لقطاع الطيران العالمي نحو حلول منخفضة الكربون، أصبح الاستثمار في الأبحاث المحلية وتنمية القدرات الوطنية في مجال وقود الطيران المستدام خيارا استراتيجيا لا غنى عنه. ومن خلال هذه الاتفاقية، لا يقتصر دورنا على تزويد الوقود لغرض الاختبارات، بل نشارك في بناء الأساس العلمي والتقني الذي سيسهم في تمكين تقنيات سعودية المنشأ لوقود الطيران المستدام خلال السنوات المقبلة.»
ومع توسع شبكة الطيران في المملكة واستكشاف فرص الإنتاج المحلي لوقود الطيران المستدام، تبرز أهمية القدرة على اختبار خصائص الوقود وتقييمها علميا داخل المملكة. فبناء بنية تحتية بحثية محلية يسرع عمليات الاعتماد، ويدعم الأهداف الوطنية في مجال الاستدامة، ويعزز مكانة المملكة في سوق وقود الطيران العالمي المستقبلي. ومع امتلاكها منشآت بحثية رائدة، ستوفر كاوست الأساس العلمي اللازم لتسريع البحث والتطوير المحلي في مجال وقود الطيران المستدام، دعما لأهداف الاستراتيجية الوطنية للطيران في تبني تقنيات الطاقة منخفضة الكربون والجيل القادم من حلول الوقود.





