
زيارة ولي العهد للمنطقة الشرقية تسرّع تنفيذ رؤية 2030
تمثل زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للمنطقة الشرقية أهمية بالغة للمنطقة التي تحتضن صناعة النفط والطاقة والبتروكيماويات في المملكة. كما أصبحت المنطقة تضم احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي بعد أن أضاف حقل الجافورة نحو 229 تريليون قدم مكعبة من الغاز لاحتياطات المملكة.
تؤكد هذه الزيارة على التواصل بين القيادة والمواطنين، وتأتي ضمن سلسلة متواصلة من الزيارات الملكية لأرجاء البلاد، حيث كان للمنطقة الشرقية نصيب وافر منها. سبق للأمير محمد بن سلمان أن قام بزيارات تفقدية إلى المنطقة الشرقية، كان آخرها في 17 مايو 2024، كما قام بزيارة في 10 ديسمبر 2018، حيث التقى بالمسؤولين والمواطنين، واستمع منهم بشكل مباشر إلى احتياجاتهم ورؤيته الطموحة لتحديث البلاد وتعزيز موقعها الاقتصادي والاجتماعي.
خلال زيارته الحالية للمنطقة الشرقية، ترأس ولي العهد اجتماعاً لمجلس الوزراء في الدمام يوم الثلاثاء. وقد شهدت المنطقة الشرقية جلستين لمجلس الوزراء تحت رئاسة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز منذ توليه مقاليد الحكم في يناير 2015. وقد انعقد المجلس برئاسة الملك سلمان خلال زياراته للمنطقة الشرقية في عامي 2016 و2017، والتي شهدت انطلاقة القمة العربية في نسختها الـ29 بمدينة الظهران. كما قام الملك سلمان بزيارة أخرى في 2018.
يذكر أنه في زيارة الملك سلمان للمنطقة الشرقية في 24 نوفمبر 2016، دشن خمسة مشاريع عملاقة في قطاع النفط والغاز واقتصاد المعرفة تابعة لشركة أرامكو السعودية، بينها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء"، الذي يعدّ أكبر المشاريع السعودية في مجال الثقافة وتنمية المهارات في الصناعات القائمة على المعرفة والابتكار والتحول إلى اقتصاد المعرفة.
الزيارات الملكية للمنطقة الشرقية
تعتبر الزيارات الملكية للمنطقة الشرقية توثيقاً لعرى التواصل مع المواطنين، كما تدعم اتجاه المملكة لتعزيز صناعة الطاقة وتأمين رأسمال وطني يعزز مشاريع التنمية الطموحة التي انتهجتها حكومات المملكة.
جاءت زيارة الملك عبد العزيز الأولى للمنطقة الشرقية في عام 1936، بعد سنوات قليلة من توقيع اتفاقية الامتياز في 1933 بين حكومة المملكة وشركة ستاندارد أويل أوف كاليفورنيا (أرامكو). في عام 1936، التقى الملك عبد العزيز خلال زيارته الأحساء بفريد دافيس، رئيس مجلس إدارة شركة الزيت العربية الأميركية، وفيلكس دريفوس، وتحدث معهما طويلاً حول تطوير أعمال الشركة ونتائج التنقيب.
مثل الرابع من مارس 1938 لحظة حاسمة في تاريخ السعودية وتاريخ صناعة النفط على المستوى العالمي، ففي هذا اليوم تدفق البترول من أول بئر اختبارية في الظهران، أطلق عليها (بئر الدمام رقم 7)، لتنصب السعودية أكبر دولة في احتياطي النفط وأهم مصادر الطاقة على مستوى العالم.
في ربيع 1939، اتجه الملك عبد العزيز، يصحبه وفدٌ كبير، إلى الظهران مجتازاً صحراء الدهناء ذات الرمال الحمراء حتى وصل إلى شرق البلاد على الخليج العربي. وتزامن توقيت زيارة الملك عبد العزيز مع اكتمال خط الأنابيب الذي امتد من حقل الدمام إلى ميناء رأس تنورة، بطول 69 كيلومتراً، حيث رست ناقلة النفط التي أدار الملك عبد العزيز الصمام بيده لتعبئتها بأول شحنة من النفط السعودي.
وهكذا، كانت هذه أول شحنة من الزيت الخام تصدرها المملكة على متن ناقلة في الأول من مايو 1939، كما زار الملك عبد العزيز القطيف والدمام والخبر وأبو حدرية وجبل القرين. في عام 1947، قام الملك عبد العزيز بزيارة الظهران وتفقد شركة الزيت العربية الأميركية.
وعلى هذا المنوال سار الملوك السعوديون في القيام بزيارات تفقدية وتنموية للمنطقة الشرقية، حيث قام الملك سعود بأربع زيارات للمنطقة الشرقية، في عامي 1954 و1956، حيث اجتمع في الدمام مع الرئيس السوري شكري القوتلي والرئيس المصري جمال عبد الناصر. في عام 1951، حيث افتتح ميناء الملك عبد العزيز، وفي عام 1953 في رحلة تفقدية.
وقام الملك فيصل بزيارتين للمنطقة الشرقية، في عام 1955 حيث افتتح كلية البترول والمعادن في الظهران، وفي عام 1971 حيث افتتح مشروع الصرف والري بالأحساء. وقام الملك خالد بزيارة للمنطقة الشرقية في عام 1982 تفقد خلالها قاعدة الملك عبد العزيز الجوية وبعض القطاعات العسكرية الأخرى، كما زار القطيف.
وقام الملك فهد بخمس زيارات للمنطقة الشرقية، في الأعوام: 1983 افتتح فيها ميناء الملك فهد الصناعي في الجبيل الصناعية، و1984، دشن خلالها المرحلة الثانية من مشروع تحلية مياه البحر في الخبر، وافتتح عدداً من المشاريع الصناعية في الجبيل. وفي 1985، حيث افتتح مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن، وفي 1986 حيث افتتح مع أمير البحرين الشيخ عيسى بن سلمان جسر السعودية - البحرين الذي أطلق عليه جسر الملك فهد، وقام بزيارة أخرى في عام 1989.
كذلك قام الملك عبد الله، بزيارات متعددة للمنطقة الشرقية، الأولى عام 2006، والثانية في عام 2008 حيث رعى الحفل الضخم لشركة أرامكو السعودية بمناسبة مرور 75 عاماً على تأسيسها، وخلال هذه الزيارة ترأس الملك عبد الله اجتماع القمة التشاورية العاشر لقادة دول مجلس التعاون الدول الخليج العربية، وقام بزيارة للمنطقة الشرقية في عام 2009 حيث عقدت هناك قمة سعودية – أردنية.





